الثلاثاء، 26 أبريل 2011

مدينتي.. بلا عنوان


مدينتي.. بلا عنوان


ما عاد يا دنياي وقت للهوى
ما عاد همس الحب.. في وجداني
ما عاد نبض الحب ينطق بالمنى
و كفرت بالدنيا.. و بالإنسان
فحملت أحلاما تلاشى سحرها
كرفات قلب ضاق بالأكفان
و نسيت أزهارا غرسناها معا
و جنى عليها الدهر بالحرمان
و جنيت منها الحزن كأسا ظالما
كم ذبت يا عمري من الأحزان
و حسبت أن العمر بحر هادئ
فرأيت موج البحر كالبركان
و غرقت في ألم الحياة و هدني
عبث السنين.. و حيرة الفنان
فالكأس أيام نعيش بحزنها
و العمر سجن خانق الجدران
و الناس أطياف تمر كأنها
أشباح صيف شاحب الأغصان
هم كالسكارى في الحياة و خمرهم
أمل عقيم.. أو شعار فان
و تعربد الأيام فيهم ما ترى
في العمر في الأخلاق.. في الوجدان
ما أجبن الإنسان يدفن عمره
ليعيش تحت السوط.. و السجان
و يقول حظي أن أعيش ممزقا
و أظل صوتا.. لا يراه لساني
* * *
ما عاد يا دنياي وقت للهوى
ما عاد نبض الحب.. في وجداني
الحب أن نجد الأمان مع المنى
ألا يضيع العمر في القضبان
ألا تمزقنا الحياة بخوفها
أن يشعر الإنسان.. بالإنسان
أن نجعل الأيام طيفا هادئا
أن نغرس الأحلام كالبستان
ألا يعاني الجوع أبنائي غدا
ألا يضيق المرء.. بالحرمان
أخشى بأن يقف الزمان بحسرة
و يقول كانوا.. لعنة الإنسان
فغدا سيذكرنا الزمان بأننا
بعنا الهواء الطلق.. بالدخان
* * *
كلماتنا صارت تباع و تشترى
و بأبخس الأسعار.. بالمجان
كلماتنا يوما أضاءت دربنا
فلقد عرفنا الله في القرآن
و نساؤنا صغن الحياة رواية
كلماتها شيء.. بغير معاني
الفقر حطم في النساء حياءها
صارت تباع بأرخص الأثمان
و شبابنا جعلوا الحياة قضية
إما يمين.. أو يسار قاني
و نسوا تراب الأرض ويح عقولهم
هل بعد ((طين الأرض)) من أوطان؟
و شيوخنا بخلوا علينا بالمنى
من يا ترى يحيا.. بغير أماني؟
قالوا لنا: إن الحياة تجارب
و الويل كل الويل.. للعصيان
تركوا لنا وطنا حزينا ضائعا
تركوا الربيع ممزق الأغصان
* * *
كم قلت من يأس سأرحل علني
أجد الظلال على ربى النسيان
حتى يعود الحب يملأ مهجتي
و يشع نورا في سماء كياني
لكنني أدركت أن بدايتي
و نهايتي.. ستكون في أوطاني
و سأسأل الأيام علّ مدينتي
يوما تعرف قيمة الإنسان
فمتى شجون الليل تهجر عشنا؟
و متى الزهور تعود للأغصان؟
و متى أعود لكي أراك مدينتي
فرحى بغير اليأس.. و الأحزان؟
أترى سنرجع ذات يوم بيتنا
و نراه كالأمل الوديع.. الحاني؟
أترى سترحمني مدينتنا التي
قد صرت أجهل عندها.. عنواني؟
قد أنكرتني في الزحام و ما درت
أني يمزقني لظى.. حرماني
إني وليدك يا مدينتنا فهل
صار الجحود.. طبيعة الأوطان؟!
هل صار قتل الابن فيك محللا
أم صار حكم الأرض للشيطان؟
إني تجاوزت الحديث و إنما
حقي عليك.. سماحة الغفران
فإذا غضبت فأنت أمي فارحمي
و إذا عتبت فذاك من أحزاني
يا رفيقَ الدَّرب

تاه الدَّرْبُ منّا .. في الضباب

يا رفيقَ العمر

ضاعَ العمرُ .. وانتحرَ الشباب

آهِ من أيّامنا الحيارى

توارتْ .. في التراب

آهِ من آمالِنا الحمقى

تلاشتْ كالسراب

يا رفيقَ الدَّرْب

ما أقسى الليالي


عذّبتنا ..

حَطَّمَتْ فينا الأماني

مَزَّقَتْنا

ويحَ أقداري

لماذا .. جَمَّعَتنا

في مولدِ الأشواق

ليتها في مولدِ الأشواقِ كانتْ فَرّقَتْنا

لا تسلني يا رفيقي

كيف تاهَ الدربُ .. مِنَّا

نحن في الدنيا حيارى

إنْ رضينا .. أم أَبَيْنَا

حبّنا نحياه يوماً

وغداً .. لا ندرِ أينَ !!

لا تلمني إن جعلتُ العمرَ

أوتاراً .. تُغنّي

أو أتيتُ الروضَ

منطلقَ التمنّي

فأنا بالشعرِ أحيا كالغديرِ المطمئنِّ

إنما الشعرُ حياتي ووجودي .. والتمنّي

هل ترى في العمر شيئاً

غير أيامٍ قليلة

تتوارى في الليالي

مثل أزهارِ الخميلة

لا تكنْ كالزهرِ

في الطُّرُقَاتِ .. يُلقيه البشر

مثلما تُلقي الليالي

عُمْرَنا .. بين الحُفَر

فكلانا يا رفيقي

من هوايات القَدَر

يا رفيقَ الدَّرْب

تاهَ الدربُ مني

رغمَ جُرحي

رغمَ جُرحي ..

واستراحَ الشـوقُ منـي ..
وانزوى قلبي وحيداً ..
خلف جدرانِ التمنـي
واستكانَ الحـب في الأعماقِ
نبضاً .. غابَ عنّـي
آه يا دنـياي ..
عشتُ في سجني سنيناً
أكرهُ السجانَ عمري
أكره القيدَ الذي
يقصيك .. عني
جئتُ بعدك كي أغنّـي
تاه منّـي اللحنُ
وارتَجَفَ المغنّـي
خانني .. الوتـر الحزين
لم يعُد يسمعُ منّـي
هل ترى أبكيك حباً
أم تُرى أبكيك عمراً
أم ترى أبكي .. لأني
صرتُ بعدك .. لا أغنـي
***
آه يا لحناً قضيتُ العمـرَ
أجمعُ فيه نفسي !!
رغم كل الحـزنِ
عشتُ أراهُ أحلامي
ويأسي ..
ثم ضاع اللحـنُ منّـي
واستكـانْ
واستـراح الشوقُ
واختنقَ الحنـــانْ
حبنا قد ماتَ طفلاً
في رفاتِ الطفلِ
تصرخُ مهجتانْ
في ضريحِ الحبّ
تبكي شمعتانْ
هكذا نمضي .. حيارى
تحت أقدام الزمـانْ
كيف نغرقُ في زمانٍ
كل شيءٍ فيهِ
ينضحُ بالهـوانْ
و كان حبا

وتبكين حباً .. مضى عنكِ يوماً

وسافر عنكِ لدنيا المحال

لقد كان حلماً .. وهل في الحياةِ

سوى الوهم - ياطفلتي- والخيال ؟

وما العمر يا أطهر الناسِ

إلا سحابةُ صيفٍ كثيف الظلال

وتبكين حباً .. طواه الخريف

وكل الذي بيننا للزوال

فمن قال في العمر شيء

يدومُ تذوب الأماني ويبقى السؤال

لماذا أتيت إذا كان حلمي غداً

سوف يصبح.. بعض الرمال ؟
ويبقى السؤال

سئمت الحقيقة..

لأن الحقيقة شيء ثقيل

فأصبحت أهرب للمستحيل

ظلال النهاية في كل شيء

إذا ما عشقنا نخاف الوداع

إذا ما التقينا نخاف الضياع

وحتى النجوم..

تضيء وتخشى اختناق الشعاع

هموم السفينة ترتاح يوما

وتلقي بعيدا.. بقايا الشراع

إذا ما فرحنا.. نخاف النهاية..

إذا ما انتهينا.. نخاف البداية

وما عدت أدرك أصل الحكاية

لأن الحقيقة شيء ثقيل..

* * *

سئمت الحقيقة..

نحب ونشتاق مثل الصغار

ويصحو مع الحب ضوء النهار

ويجعلنا الحب ظلا خفيفا

وتنبض فينا عروق الحياة

وننسى مع القرب لون الخريف

ويبلغ درب الهوى.. منتهاه

ويوما نرى الحب أطلال عمر

وتصرخ فينا.. بقايا دماه

* * *

سئمت الحقيقة..

شباب يحلق بالأمنيات

يباهي به العمر كالمعجزات

ويسقط يوما كوجه غريب

يطارد عمرا من الذكريات

نقامر بالعمر.. يحلو الرهان

نريد الأماني.. فيأبى الزمان

ونحمل للظل لحنا قديما

نعيش عليه الخريف الطويل

وندرك بين رماد الأماني

بأن الحقيقة.. شيء ثقيل

* * *

سئمت الحقيقة..

تشرد قلبي زمانا طويلا

وتاه به الدرب وسط الظلام

حقيقة عمري خوف طويل

تعلمت في الخوف ألا أنام

نخاف كثيرا

عيون ينام عليها السهر

نخاف الحياة.. نخاف الممات

نخاف الأمان.. نخاف القدر

وأوهم نفسي..

بأن الحياة شيء جميل

وأن البقاء.. من المستحيل

* * *

سئمت الحقيقة..

فما زلت أعرف أن الحياة

ومهما تمادت سراب هزيل

وما زلت أعرف أن الزمان

ومهما تزين.. قبح جميل

وأعرف أني وإن طال عمري

سأنشد يوما.. حكايا الرحيل

وأعرف أني سأشتاق يوما

يضاف لأيام عمري القليل

ونغدو ترابا..

يبعثر فينا الظلام الكسيح

ونصبح كالأمس ذكرى حديث

تراتيل عشق لقلب جريح

وفي الصمت نصبح شيئا كريها

وأشلاء نبض لحلم ذبيح

وتهدأ فينا رياح الأماني

وبين الجوانح.. قد تستريح

ونغدو بقايا..

تطوف علينا فلول الذئاب

فتترك للأرض بعض البقايا

وتترك للناس بعض التراب

حقيقة عمري بعض التراب

وتلك الحقيقة.. شيء ثقيل

سئمت الحقيقة..

فما عدت أملك في الأرض شيئا

سوى أن أغني..

وأوهم نفسي بأني.. أغني

وأحفر في اليأس نهر التمني

لتسقط يوما تلال الظلام

وينساب كالصبح صوت المغني

وأوهم نفسي..

ببيت صغير لكل الحيارى

يلم البقايا.. ويأوي الطريد

رغيف من الخبز.. ساعات فرح

وشطآن آمن.. وعش سعيد

وأوهم نفسي بعمر جديد

فأبني القصور بعرض البحار..

وأعبر فيها الليالي القصار

وأوهم نفسي..

بأن الحياة قصيدة شعر

وألحان عشق.. ونجوى ظلال

وأن الزمان قصير.. قصير

وأن البقاء محال.. محال

تعبت كثيرا من السائلين

وما زال عندي نفس السؤال

لماذا الحقيقة شيء ثقيل؟

لماذا الهروب من المستحيل؟

سئمت الحقيقة..

لأن الحقيقة شيء ثقيل ...
موتى.. بلا قبور

كثيرون ماتوا.. بكينا عليهم

أقمنا عليهم صلاة الرحيل

وقلنا مع الناس صبرا جميلا

فهل كل صبر لدينا جميل؟

قرأنا الفواتح بين البخور

وقلنا: الحياة متاع قليل

نثرنا الفطائر فوق القبور

وفي الأفق تبكي ظلال النخيل

كثيرون ماتوا..

أهلنا عليهم تلال التراب

ولكنا لم نمت بعد لكن

لماذا يهال علينا التراب؟!

فما زلت حيا

ولكن رأسي بقايا ضريح

وما زلت أمشي

يقيد خطوي درب كسيح

وينبض قلبي

وإن كنت أحيا.. بقلب ذبيح

* * *

كثيرون ماتوا..

وما زلت انشد لحنا حزينا

أطوف به بين هذي القبور

هناك بعيدا

تغرد في الصمت بعض الطيور

حروف تعانق بعض الحروف

وتصنع سطرا

نجوم تطوف بعين السماء

وتنسج فجرا

وفي جبهة الأرض تسري دماء

وينبت في الأرض شيء غريب

عظام تقوم..

وبين الجماجم همس يدور

فما زلت أسمع همسا غريبا

وبين التراب قبور تثور

وتصحو الشواهد.. تعلو وتعلو

وتصنع تاجا..

يزين في الليل صمت القبور

وينطق شيئا..

فماذا يقول..

ماذا يقول؟!

هناك 6 تعليقات: